الاعتراف‏..‏ هو البداية لعلاج امراض المسـنين

أكدت مناقشات الندوة الدولية للرعاية الممتدة للمسنين ومرضي الزهايمر ـ والتي عقدت مؤخرا بوحدة طب المسنين بكلية طب عين شمس وبمشاركة المهتمين بالتخطيط لرعاية المسنن ورواد العمل الاجتماعي والمدني ـ أهمية التعليم في نشر ثقافة رعاية المسنين‏.‏

وأوضح الدكتور عبد المنعم عاشور أستاذ الطب النفسي والمسنين ورئيس جمعية الزهايمر مصر أن نسب الإصابة في مصر تصل إلي‏5%‏ في سن الـ‏65‏ وترتفع إلي‏20%‏ عند سن الـ‏80,‏ وتزيد لتصل إلي‏40%‏ لمن يتخطي الـ‏80‏ من العمر‏,‏ وترجع الزيادة إلي ارتفاع أعداد من تخطوا سن الـ‏65,‏ وترجع أسباب المرض إلي تساقط خلايا المخ‏,‏ وتتمثل مظاهره في تغيرات بالمخ كترسيب مواد بروتينية وانخفاض عدد خلاياه وفقد العلاقة بين خلايا المخ ونقص الموصلات الكيميائية والعصبية‏,‏ وينعكس كل ذلك سلوكيا علي المريض في مجالات المعرفة كضعف الذاكرة وفقد اللغة والتواصل‏,‏ وعدم القدرة علي رعاية النفس‏,‏ ومن الناحية العاطفية يصاحب المريض الخوف والاكتئاب والحاجة إلي الصحبة والمرافقة في مراحله الأخيرة‏,‏ أما من الناحية السلوكية فيصاب بالعصبية الشديدة واختلال النوم والاتجاه للخروج من المنزل والتجول والضياع في الشوارع‏.‏

ويضيف أنه من أكثر الأمراض في تكاليف العلاج‏,‏ لذا تتهرب الأنظمة الطبية والاجتماعية حتي بالدول المتقدمة من رعاية للمرضي‏,‏ وتمتد فترة المرض بين‏10-15‏ عاما مما يجعله عبئا علي الأسرة في كل المجتمعات‏,‏ وتأخرت الأبحاث العلمية الجادة التي بدأت منذ قريب في محاولة لربط أسباب المرض بالبيئة كملوثات الألمونيوم وهرمونات سن اليأس‏,‏ وتتمثل المشكلة في مصر في عدم وجود استراتيجيه قومية تقسم المسئولية بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني والخاص‏.‏

وتناول الدكتور جيمس سايكس أستاذ الشيخوخة بجامعة وسكنسون ورئيس جمعية الشيخوخة بالعالم الاستراتيجيات الحديثة لرعاية المسنين‏,‏ وأشار لتجربة‏'‏ كوبا‏'‏ الناجحة والتي ركزت علي الرعاية الأولية‏,‏ وطالب بضرورة تقبل المجتمع لقضايا المسنين وأمراضهم‏,‏ وأهمية تعلم رعاية النفس من الصغر وصولا إلي الشيخوخة حتي يكون الفرد قادرا علي رعاية النفس دون الإحساس بالإجهاد‏,‏ وأكد أن رعاية المسنين تبدأ بمنع الأمراض المزمنة وعلاجها مع التغذية السليمة والنشاط الذهني والبدني الذي يكفل الحماية مع طول العمر‏.‏

وعرضت الدكتورة مديحة السفطي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية لدراسة قدمت لإدارة المسنين بالأمم المتحدة حول أوضاع المسنين في الدول العربية ومنطقة‏'‏ الاسكوا‏',‏ وقالت إن المشكلات الصحية للمسنين تبدأ من الصغر وهي تراكمات لمشكلات صحية في مراحل مبكرة وخاصة للإناث كمشكلات فترة الإنجاب‏,‏ وارتفاع أعداد عمالة المسنين في قطاع العمل غير الرسمي‏.‏