في ضيافة قارئة الفنجان ....بين حلم المونديال ... وأسيك أبيديجان!, منقوووووول

تهت وتداخلت أفكاري ، نتائجنا لم تعد كالماضي محبطة لدرجة فقدان الأمل في المستقبل ، ولكن أيضا كلما جاء الأمل جاءت نكسة جديدة ،
بطل أفريقيا لدورتين متتاليتين وبأداء أبهر العالم في البطولة الثانية ، يهزم من ملاوي ، ويهزم من السودان برباعية ، ويفوز على الكونغو الديمقراطية في عقر دارها
، نعم لقد تملكتني الحيرة الشديدة ولم أعد أدري كيف أفكر في الغد .
نزلت اشتري الجريدة ، وأخذت أقرأها وأقرأ اخبارا متناقضة عن رياضتنا المصرية ،
الأهلي والزمالك تعادلا أمس في مباراة العودة للقمة الأفريقية ،
الزمالك مازال يحتاج فوزا في زيمبابوي على ديناموز هراري بشرط فوز الأهلي على أسيك ،
خبر آخر يحمل تصريحا لكرم جابر أن الاتحاد المصري للمصارعة الرومانية هو سبب نتائجه السيئة وانه لم يسع يوما للجنسية الأمريكية لأنه شرب من نيلها،
سمير زاهر يؤكد: الاتحاد المصري هو أبو الأندية المصرية وهو المسؤول الأول عن حقوق البث ،
أخبار متداخلة تشعرك بالغثيان لحال رياضتنا اليوم ،
فجأة وقعت عيني على إعلان غريب : قارئة الفنجان اعرف مستقبلك في أي زمان لمزيد من المعلومات اتصل على الرقم التالي 01000000000 ، تابعت القراءة ومازالت الأخبار غريبة وغير منسجمة مع بعضها ،
الحضري: الأهلي بيتي ونادم على تركه بهذه الطريقة !
جوزيه : كنت سأترك المباراة لتهاون لاعبي الأهلي ،
كلها أخبار تفقدك أعصابك كلها تتناقض مع نفسها ومع حالتنا ونفي الأمس يصبح إثباتا اليوم ، و تصاريح المسؤولين الوردية تصبح تبريرات غير منطقية ، سينفجر رأسي ، لم أعد احتمل الأفكار التي ازداد تداخلها ، عيني تسقط مرة أخرى على إعلان قارئة الفنجان اعرف مستقبلك في أي زمان ! الفكرة تلح علي ربما أجد عندها حلا للأزمة المزمنة التي انتابتني منذ بدأت أتابع رياضتنا المصرية ، ولكني مؤمن بالله وكذب المنجمون ولو صدقوا فكيف أذهب إليها برجلي؟!! اتابع قراءة الأخبار ،
مصر على رأس إحدى مجموعات تصفيات كأس العالم ، هل هناك امل في الصعود؟
حسن شحاتة : لامكان لبركات وحمزة في المنتخب !! هل ذهب أمل الصعود؟!! الحيرة وصلت لحد عدم مقاومة فكرة أن أكلم قارئة الفنجان !! ترددت كثيرا ولكني أجد نفسي أطلب رقمها ، رنات تتبعها رنات حتى ردت :
ألو من معي ؟
قلت لها : العبدلله يريد أن يحدد ميعادا لزيارتك لتقرئي له الطالع ،
قالت : ياه ياولدي منذ زمن لم يكلمني أحد ويطلب مني مثل هذا الطلب ، اهلا بك ولكن تعال بعد أسبوع من الآن ،
فأكدت عليها أني سأكون عندها الإثنين القادم فرحبت بي وتم الاتفاق على الساعة و المكان .

مرت أيامي ثقيلة ، أصدقاء العمل يتحدثون عن تفويت الاهلي لمباراته مع أسيك ، بعض الأصدقاء الزملكاوية يتحدثون عن عودة الزمالك لقوته بعد تعادله مع الأهلي، الصحافة ما بين اعتراض على قرار حسن شحاتة على عدم تقبله لأي اعتذار من بركات او حمزة وتربط ذلك بواقعة مشادته مع ميدو عقب تبديله في كأس الأمم 2006 ثم إيقاف ميدو 6 أشهر ورجوعه المنتخب بعدها ، برنامج تليفزيوني يتكلم عن الآمال في الصعود لكأس العالم، محلل تليفزيوني لامع ينتقد التحكيم في مصر ، مسؤول إعلامي في اتحاد الكرة ومذيع في قناة خاصة يقول أنه لا حق للأهلي في إذاعة مبارياته حصريا على قناته ، كلها أزمات تتكرر علي كل يوم طوال الأسبوع والجميع يتحدث ولا أحد يسمع ، والجميع عنده دليل على صحة الموقف الذي يؤيده ، وأنا فقدت الدليل على ان عقلي مازال سليما !! ،
حتى جاء اليوم المرتقب ، نزلت من منزلي واتجهت إلى مكانها الذي حددته ، مكان غريب بدا وكأنه مهجور لم يدخله إنسان من زيارة حليم لهذه العرافة منذ أكثر من ربع قرن من الزمان !! ليت حليم عرف بمشاكلنا الكروية الآن لأخذ يغني لها بدلا من الغناء للحب والغرام والشوق والحرمان لأنها مشاكل أسهل بكثير ويمكن حلها بدون تدخل لواءات شرطة وأعضاء مجلس شعب وأعضاء اتحاد كرة ورؤساء مجلس إدارة أندية ومحامين من سويسرا وإيطاليا !! أعتقد أن مشكلة روميو وجوليت نفسها كانت يمكن ان تحل لو تدخلت واحدة من تلك الشخصيات !! نرجع للمكان البعيد الغريب الذي يوجد له بقايا باب لا يمنع دخول اي أحد ، ما إن دخلت حتى وجدت أمامي امرأة عجوز أنهكها الزمن ورسم على وجهها خطوط عمر ملأته الوحدة والشقاء ،
ما إن أحست بي حتى قالت اجلس ياابني أنت من كلمتني من أسبوع ؟
قلت لها نعم هو أنا ،
قالت الحزن ظاهر عليك والحيرة تملأ قلبك ، هل وراءك قصة قلب لم تكتمل وتريد أن تعرف نهايتها؟ أم تريد أن تعرف مستقبلك المهني؟
قلت لها ولا هذا ولا ذاك.
قالت لي عجيب أمرك شاب ومشكلتك غير هاتين المشكلتين؟ هل أنت هارب من ثأر؟ عندك مرض قاتل؟
قلت لها أيضا ليس هذا ولا ذاك ، زاد تعجبها وزاد خوفها وقالت مابك ؟
قلت لها هي ليست مشكلتي بل هي مشكلة شعب عشق مجنونة صغيرة ساحرة ، وعنده كل يوم من المتناقضات بسببها ما يجعل رؤية الغد المبنية على المنطق شبه مستحيلة ،
قالت من هي تلك المجنونة؟
قلت لها : إنها كرة القدم ،
قالت: وأين فنجان الشعب لأقرؤه؟
سؤال فاجأني منها برغم منطقيته ولكننا للأسف الآن نعيش في عالم نسى المنطق ،
قلت لها وكيف آتي بفنجان الشعب؟
قالت ببساطة اجلب واحدة من تلك المجنونة المعشوقة لك ولشعبك والتي تسببت في حيرتكم واضطراب بوصلتكم .
قلت لها هل تقصدين تريدين كرة؟ قلت لها ولكنك قارئة النفجنان ولستِ قارئة الكرة !!
قالت كان هذا سابقا الآن أقرأ أي شيء وأتبصر منه المستقبل ، هل تعرف أني أستطيع تبصر مستقبلك من هاتفك المحمول؟!!
تعجبت بشدة ولكن سيطر على ذهني التوتر وقتها فمن أي سأحضر كرة في هذا الوقت وفي هذا المكان البعيد؟
تذكرت في سيارتي كرة صغيرة من أيام رحلات المصيف ، قلت لها اسمحي لي بالانصراف لأحضر الكرة من مكان قريب من هنا ، ذهبت فعلا وأحضرت الكرة وكانت عليها أشكال سداسية منتظمة بالأبيض والأسود ، ،أخذتها مني ووضعتها امامها ثم وضعت يدها عليها وركزت النظر اليها وقد بدت علامات التعجب على وجهها ، لحظة صمت ممزوج بالرهبة خيمت على المكان ، ثم تمتمت كرة غريبة مستقبلها مثل ألوانها ، تريد البدأ بأي لون؟
قلت لها الأسود حتى أختم بالأبيض ، قالت : مشاكل غريبة ستدوم طويلا ، لاعبون جدد تهرب من أنديتها وتظل قضاياها معلقة، لاعبون يوقعون لناديين في نفس الوقت ، لاعب لامع سيكون صاحب أشهر مشكلة في مصر في خلال عام من الآن ، مشاكل إدارية كثيرة في نادي شعاره القوس والسهم ، سيظل بلا رئيس منتخب لتفرة كبيرة، مجزرة ستحدث في القريب ، فضيحة فساد مالي لاتحاد الكرة ، قنوات رياضية جديدة تزيد التعصب ، استمرار قضية حق البث الحصري للأندية فترة تتعدى المتوقع بكثير .. عند هذا قاطعتها كفى كفى ماكل هذا جئت لكِ بهم اليوم حملتيني هم الغد ايضا ،
هيا قولي لي الأخبار السعيدة ،
قالت: رجال شداد يتقدمهم ساحر ومعهم رجل حديدي يبهرون العالم في بطولة تقام في أفريقيا ، قلت لها هل تقصدين أمم أفريقيا في أنجولا ؟
قالت لا بطولة عالمية على أرض أفريقية أراكم الآن تتلاعبون بفريق أوربي كبير ولكن لا تحرزون النتيجة المأمولة، عندئذ برقت عيني وصحت هل تقصدين كأس القارات؟
قالت لي تقريبا ربما هي ، أرى أيضا نفس مجموعة الأبطال يهللون بالوصول إلى حلم بعيد على نفس الأرض السابقة ولكن بعد عام من البطولة السابقة ، حلم يتكرر للمرة الثانية في 20 عام ،
قلت لها هل تقصدين أننا سنتأهل لكأس العالم؟
قالت نعم بعد تصفيات صعبة في مجموعة أحد أطرافها فريق عربي وسبب لنا مشاكل كثيرة في مرات سابقة ،
عندئذ قفزت من الفرحة إنه حلم كل الشعب حلم وطن قالت لي إنه أمامي الآن ، انتظر انتظر هناك فرح قريب لثلثي الشعب المصري ، نادي مصري قميصه بلون دم ضحاياه من نسور وأسود وفهود أجهز عليها في أدغال أفريقيا ، عندئذ قلت لها نعم تقصدين الأهلي أشارت برأسها بالإيجاب ثم صمتت لحظة وقالت هذا النادي فيه الآن لاعب صغير لم يأخذ فرصته ولم يلعب مباراتين رسميتين بعد هذا اللاعب سيصبح أسطورة يتحدث عنها العالم في خلال نصف عقد من الزمن،
عندئذ قلت لها كفاني الصعود لكأس العالم وحصول الأهلي على بطولة أفريقيا هذا العام ، ابتسمت وقالت لي يالك من شاب قنوع .
فشكرتها وقلت لها عندي لكي سؤال أخير ، لماذا أجلتي زيارتي لأسبوع؟
قالت لي ياولدي خفت ان تسالني عن موقف الزمالك في البطولة الأفريقية !!! أنا قارئة فنجان ولست لاعبة في الأهلي !!!
فضحكت بعد ان فهمت مغزى كلامها ،
قالت لي أريد أن انصحك بشيء
،قلت لها ما هو؟
قالت لا تعطي لتلك المجنونة الصغيرة أكثر من حقها حتى لا تلهبك نار التعصب لها في مجزرة أراها ستحدث للمتعصبين في القريب ،

فوعدتها بذلك و بعد ذلك ودعتها وشكرتها الساعة في ضيافتها !


منقووووووووووول